لــفتــات رائـــــــعــة
(فسقى لهما ثم تولى إلى الظل)
إذا أحسنت لأحدهم فابتعد عنه، لا تحرج ضعفه،ولا تلزمه شكرك، وأصرف عنه وجهك لئلا ترى حياءه عارياً أمام عينيك :
فسقى لهما ثم ( تولى )
لم يقل سبحانه ثم "ذهب" !
بل تولى بكامل مافيه
افعل المعروف و تول بكل ما أوتيت حتى ذلك القلب الذي ينبض بداخلك ﻻ تجعله يتمنى الشكر و الجزاء يكفيك أن يجازيك الكريم .
أخلاق الأنبياء هل من نعيم أجمل من سلامة الصدر؟ تقضي يومك وليلتك وأنت في راحة بال، بينما غيرك تغلي قلوبهم حنقًا على غيرهم. احرص أن تكون (مخموم القلب) من الآن.
«قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد".
----------
(يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة، فإياي فاعبدون)
إن خالق هذه القلوب، الخبير بمداخلها، العليم بخفاياها، العارف بما يهجس فيها، وما يستكن في حناياها.
إن خالق هذه القلوب ليناديها هذا النداء الحبيب : يا عبادي الذين آمنوا : يناديها هكذا وهو يدعوها إلى الهجرة بدينها، لتحس منذ اللحظة الأولى بحقيقتها. بنسبتها إلى ربها وإضافتها إلى مولاها: (يا عبادي)
هذه هي اللمسة الأولى واللمسة الثانية: (إن أرضي واسعة)
أنتم عبادي. وهذه أرضي وهي واسعة فسيحة تسعكم فما الذي يمسككم في مقامكم الضيق، الذي تفتنون فيه عن دينكم، ولا تملكون أن تعبدوا الله مولاكم؟ غادروا هذا الضيق يا عبادي إلى أرضي الواسعة، ناجين بدينكم، أحرارا في عبادتكم (فإياي فاعبدون).
إن هاجس الأسى لمفارقة الوطن هو الهاجس الأول الذي يتحرك في النفس التي تدعى للهجرة. ومن هنا يمس قلوبهم بهاتين اللمستين: بالنداء الحبيب القريب: (يا عبادي) ، وبالسعة في الأرض : (إن أرضي واسعة)
وما دامت كلها أرض الله، فأحب بقعة منها إذن هي التي يجدون فيها السعة لعبادة الله وحده دون سواه.
تعليقات
إرسال تعليق