الصــــــدق منجــــــاه مــن الهــــلاك
صــــــفة الصــــــدق
يحكى أن رجلا كان فيه كثير من العيوب فحاول أن يصلحها لكنه لم يستطع , فذهب إلى عالم معروف بالتقوى و الإيمان , وشكى له عيوبه ثم سأله عن وصية تعالجها فطلب منه العالم علاج عيب واحد من عيوبه , وهو الكذب , وأوصاه بالصدق في كل حال .فتعجب الرجل , وتساء ل في نفسه عن العلاقة بين الصدق وباقي عيوبه , لكنه عزم على العمل بهذه الوصية ومرت الأيام , وأراد الرجل أن يشرب خمرا , فأحضرها و ملأ كأسا منها وعندما رفعها نحو فمه, قال لنفسه : ماذا أقول للعالم إن سألني : هل شربت خمرا ؟؟ فهل أكذب عليه ؟؟ لا لن أشربها أبدا وفي اليوم التالي أراد الرجل أن يفعل ذنبا أخر , فسأل نفسه ؟؟ ماذا أقول للعالم إن سألني : هل سأخبره بالذنب أم أكذب عليه ؟؟ لا لن أفعل وهكذا كلما أراد الرجل أن يفعل ذنبا إ متنع عن فعله ؛حتى لا يكذب على العالم، وبمرور الأيام تخلى الرجل عن كل عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق.
لو أطعــمنا أنفسنــا هذا لمـا خرجـت السمـكة
كان في البلدة رجل اسمه أبو نصر الصياد يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد مدقع وفي احد الأيام وبينما هو يمشى في الطريق مهموما مغموما ًحيث زوجته وابنه يبكيان من الجوع مر على شيخ من علماء المسلمين وهو "أحمد بن مسكين" وقال له أنا متعب فقال له اتبعني إلى البحر فذهبا إلى البحر، وقال له صلي ركعتين فصلى ثم قال له قل بسم الله فقال بسم الله. .. ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة. قال له بعها واشتر طعاماً لأهلك ، فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة فقال له الشيخ "لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمناً"، ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال له خذها أنت وعيالك وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين في يده وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا افعل ؟ ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها خذي الفطيرتين فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً.. وعاد يحمل الهم فكيف سيطعم امرأته وابنه ؟ وبينما هو يسير مهموما سمع رجلاً ينادي من يدل على أبو نصر الصياد؟ فدله الناس على الرجل.. فقال له إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات ولم أستدل عليه ، خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم مال أبيك يقول أبو نصر الصياد وتحولت إلى أغنى الناس و صارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع وينادي مناد أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك ، فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات فقلت أين الأموال التي تصدقت بها ؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات وبكيت و قلت ما النجاة وأسمع المنادي يقول هل بقى له من شيء ؟ فأسمع الملك يقول: نعم بقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتين) في كفه الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح و ترجح وترجح كفة الحسنات وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا فاستيقظت من النوم فزعا أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة أخي أختي افعل الخير وأكثر منه ولا تخف ولكن اجعل عملك دائما خالصا لوجه الله تعالى إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.
تصّدقُواَ فـَليّسَ للگفنْ جيُوبَ
كان رجل ينزل خروفا قد اشتراه فانفلت الخروف وهرب !! وصار الرجل يطرده حتى دخل الخروف بيت أيتام فقراء !! وكانت أم الأيتام تنتظر كل يوم عند الباب من يترك لها طعاماً وصدقة عند الباب فتأخذها وقد اعتاد الجيران فعل ذلك فلما دخل الخروف الباب خرجت أم الأيتام فنظرت فإذا جارهم أبو محمد عند الباب وهو مجهد ومتعب !! فقالت له : الله يجعلها صدقة واصلة يابو محمد !! وهي تظن أنه متصدق بهذا الخروف !! فما كان منه إلا قال : الله يتقبل واسمحي لنا يا أختي عن التقصير معكم !!!!!!! فالتفت الرجل تجاه القبلة وقا: اللهم تقبله مني وفي اليوم الثاني خرج الرجل بعد الفجر ليشتري خروفاً جديداً فرأى سيارة محملة بالخرفان واقفة فاشترى من صاحبها أسمن من خروفه البارحة سأل أبومحمد عن السعر فقال البائع: خذها ولن نختلف !! فحمل الخروف السمين للسيارة فقال البائع :هذا الخروف دون ثمن والسبب أن الله رزقني هذه السنة بميلاد كثير من الغنم فقلت : نذر علي إذا كثرت الغنم أن أعطي أول مشتر مني خروف هدية فهذا نصيبك الصدقة وما أدراك مالصدقة.
تعليقات
إرسال تعليق