ظهور أسطورة حورية البحر و القصص التي دارت عنها.... فما حقيقتها؟!



                                         



أسطور حورية البحر (Mermaid)حورية البحر كائن اسطوري غاية في الجمال ورد ذكره للمرة الأولى في الحضارة الاغريقية ككائن مساعد للإلهة واعتبرت تجسيدا لأرواح بعض الجمادات مثل المباني والأشجار المعمرة وكان منها الذكر والانثى كما انها لم تكن خالدة وكان ينتهي وجودها على الأرض حسب الاساطير الاغريقية بتدمير الصرح الذي تمثله اوبقطع الشجرة التي تجسد روحها ان كانت مقترنة بروح الشجرة، تحدثت الاساطير اليونانية عن وجود أنواع من الحوريات منها ما كان يعيش في البحر ومنها ما كان يعيش في أعالي البحار وبعضها كان مجنحا.


ورد ذكر حوريات البحر في الادب العربي بإسم (ابنة البحر) او (عروسة البحر) او( ابنة الماء) او (خيلان )وكل هذه المسميات هي لكائن بحري يكون في الغالب انثى يكون نصفها العلوي انساني بينما تمتلك ذيلة سمكة، ويتضف في انه غاية في الجمال وقد ذكرت ابنة البحر في روايات الف ليلة وليلة الأسطورية و مما لا شك فيه ان اول حورية بحر تم الحديث عنها كانت في الحضارة الاغريقية فقد كانت الحوريات بكافة اشكالها سواء كانت بحرية او برية من الكائنات التي يرد ذكرها كثيرا في الاساطير اليونانية القديمة،ظهور الحورية لم يقتصر على حضارة الاغريق فهناك قصة عن الهة اشورية تدعى اتاجاريس وقعت في حب انسان لكنها قتلته عن طريق الخطأ وعقابا لنفسها قررت ان تتحول الى سمكة لكن هذا التحول لم يكن كاملا فبقي نصفها العلوي ادمي بينما تحول الجزء السفلي الى ذيل سمكة.


الفراعنة كغيرهم من الأمم تركوا خلفهم الكثير من الاثار واللرسومات التي توضح اعتقادهم و إيمانهم بوجود حورية البحر او مايسمى (الانسان السمكة) فقد وجدت رسومات فرعونية لحوريات البحر ضمن الاثار الفرعونية المكتشفة تثبت صحة هذا الكلام, كما وجدت بعض المنحوتات المصنوعة من البرونز في بلاد الشام والعراق لحورية البحر، وقد تم تقدير عمر بعض هذه المنحوتات بأكثر من ثلاثة الاف عام.


في الثقافات الأوروبية القديمة روايات وقصص شعبية عن حورية بحر شريرة تخطف البحاره بعد ان تسحرهم بجمالها ثم تظهر على حقيقتها كما ورد في الروايات و القصص الشعبية الإيطالية و كذلك الإنجليزية، اما في القصة الشعبية الفرنسية فيروى ان فإن صياد قد اصطاد حورية بحر في بدايات القرن العشرين ونظرا لجمالها فقد تزوج بها واخفاها عن عيون الناس وانجب منها سبعة أبناء،لكن غيرته الشديدة عليها وخوفه من ان يستولي عليها احد دفعته لقتلها واخفاء جثتها بالطبع لم يستطع احد العثورعلى الجثة كما لم تذكر القصة شكل الأبناء وهل فيهم من يحمل صفات امهم ام لا.

من القصص التي روت عن وجود حوررية البحر هو ما حدث في جزيرة غوام التي تقع قبالة السواحل الاسترالية في منتصف القرن 16 حيث كانت هناك فتاة تدعى سيرينا تعيش مع أمها، تقول القصة الشعبية في تلك الجزيرة ان سرينا تحولت الى حورية بعد ان القيت عليها لعنة من قبل أمها لأنها كانت تقضي وقتها في اللعب وترفض مساعدة أمها في اعمال المنزل اليومية, ويعتقد السكان ان منزل سيرينا ما يزال موجودا على ضفاف احد الأنهار في الجزيرة وهو على حاله كما كان عندما حدثت هذه القصة الغريبة.


في الالفية الثالثة ورد ذكر حورية البحر تحديدا عام 2006 تم نشر صور لجثة كائن حي يشبه حورية البحر الى حد بعيد وقد ادعى ناشروا هذه الصور ان جثة الكائن وجدت على احدى الجزر الماليزية لكن لم يتم التأكد من حقيقة هذه الصور او معاينة الجثة من قبل علماء متخصصين في هذا المجال وبقيت مجرد صور تعرض على مواقع الانترنت وبنفس الطريقة ظهرت صور لحورية بحر في جزيرة شيناي الصينية عام 2008 وفي نفس الجزيرة تم العثور على احفورة قيل انها تعود لحورية البحر.


فرضيات وجود حورية البحر:


الفرضية القديمة والتي خرجت بالكامل من عالم الخيال الاغريقي والتي تقول ان الحوريات مساعدات للإلهة لا يمكن تصديقها بأي حال من الأحوال كذلك قصة اللعنات التي يلقيها بعض البشر او السحرة على اشخاص والتي قد تودي بهم لأن يصبحوا حوريات بحرية هي أيضا محض خيال لم تثبت صحته اما الفرضيات الأقرب الى الواقع فهي نوعين الأول تلك الفرضيات التي تربط بين تطور الكائنات البحرية والانسان حيث يعتقد العلماء المناصرون لهذه الفرضية ان هناك كائن وسيط بين الانسان وبعض الكائنات البحرية ويمكن انه وجد منذ الاف السنين ثم انقرض بفعل التطور وهو ما جعل القدماء يصورون وجود هذا الكائن في معابدهم ويعتبرونه جزء من عقائدهم , لكن نظرية التطور بكاملها هي مثار جدل بين العلماء منذ ان تحدث عنها مبتدعوها الأوائل . النوع الثاني من الفرضيات يربط بين خيال البحارة الذين كانوا يمضون عدة اشهر في البحر بعيدا عن اليابسة وبين بعض الكائنات الحية الشبيه بالإنسان مثل الفقمات الدلافين  , ويبدو ان حرمان الرجال لعدة اشهر من مرافقة النساء فقد بنو في خيالاتهم صورا وقصصا لنساء جميلات وقد وجدوا في حوريات البحر ضالتهم  يبدو ان خيال البحارة وهواة الغرائب والعجائب هو ما جعل حوريات البحر تعيش الى يومنا هذا بحيث ما زلنا نسمع بقصص الحوريات الغامضة ونرى صورا غريبة تقدم دليلا مزعوما على وجود  اما جثث او هياكل عظمية لحوريات يدعي أصحابها انهم وجدوها مرمية على الشاطئ ويبدو ان ما ألهم الاغريق لابتداع شخصية النساء الجميلات المساعدات للآلهة ليس نفس السبب الذي يجعل مجموعة من الأشخاص يصدقون ان هناك امرأة بذيل سمكة او مجموعة من هذه الكائنات تعيش في مكان ما من هذا العالم وان لم يستطيعوا الى اليوم اثبات صحة ادعاءاتهم حتى تلك المدعمة بالصور واشرطة الفيديو, فكل من يعتقد بوجود الحوريات اليوم بالتأكيد لا يؤمن بوجود الهة الاغريق انما يعتقد ان هذه كائنات بحرية عاشت متخفية عن اعين البشر لعشرات الاف السنين ويظهر بعضها في كل عصر نتيجة وصول البشر الى مواطن عيشها في بعض البحار او يقذف البحر جثث الكائنات النافقة منها وكل ذلك مجرد خيالات واوهام لم يستطع أنصارها اثبات صحتها الى الان. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب العزيف Necronomicon

قصة قوس قزح